الاردن هبة الجغرافيا

الأردن: قصة الكتابة العربية

بقيت العربية مجموعة لهجات محكية غير مكتوبة، وظهرت عدة مبادرات تاريخية لتأسيس الخط العربي، وعلى الرغم من وجود عدة فرضيات حول اصل الكتابة والحرف العربي... إلا ان الإنجاز التاريخي الذي حققه العرب الأنباط بتطوير الحرف العربي هو الأكثر اتفاقاً مع حقائق التاريخ، وهو الأكثر إقناعا بما يسانده من أدلة مادية. وبذلك تكون الأرض الأردنية قد قدمت أهم إنجاز للثقافة العربية في بدايات تكوينها.

 

    لقد استخدم الأنباط الخط الآرامي في بداياتهم باعتبار ان اللغة الآرامية كانت هي السائدة، وهي لغة عالمية ولغة التجارة آنذاك، إلا ان الأنباط بدأوا بتطوير هذا الحرف الآرامي ومنحوه تدريجياً خصوصية محلية، في حين ان تطور الخط النبطي في القرن الثاني والثالث والرابع الميلادي يبين تطور الكتابة العربية في بأشكالها المبكرة الأولى وصولاً الى شكل الحرف العربي الذي عرف فيما بعد.
 

   وتشكل مجموعات النقوش النبطية عبر تطورها التاريخي المشهد الواضح لنمو الحرف العربي وتطوره وذلك بالعودة الى نقش عبده الذي يعود الى 125/126م ونقش أم الجمال الأول العائد الى 250م وصولاً الى النقش الأكثر شهره وهو نقش النمارة والمكتوب باللغة العربية أي النبطية المتأخرة وهو نقش وجد على قبر امرئ القيس حاكم الحيرة وورد اسمه في النقش (ملك كل العرب) ويؤرخ النص الى 228م.