الاردن هبة الجغرافيا

الأردن: العهود الإسلامية

كانت الجغرافيا الأردنية على موعد مع أول خروج للقوة الإسلامية الفتية خارج الجزيرة العربية في معركة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة، وبعد ذلك دخلت جيوش المسلمين شرق الأردن وتمكنت من تحقيق النصر في معركة حاسمة ضد البيزنطيين على ضفاف نهر اليرموك، ومهد هذا الانتصار الطريق لفتح سوريا مما حمل القوات البيزنطية الى التقهقر الى الأناضول بعد سنوات قليلة، واتخذ المسلمون من دمشق عاصمة لهم في العهد الأموي (661- 750م) وشهد الأردن عهداً من الازدهار بفضل موقعه الاستراتيجي، إذ كان ممراً هاماً للحجاج المتجهين الى الأماكن الإسلامية المقدسة، وأقام الأمويون في الأردن محطات للتجارة وحمامات عامة وقصوراً صحراوية وهي تمثل نموذجاً للفن والأصالة العربية.

 

    وفي عام 750م جاء العباسيون الى الحكم في الدولة الإسلامية وقد شاءت شروط الجغرافيا التاريخية ان تنطلق ثورتهم من بلدة الحميمة في جنوب الأردن، إلا ان ظروف نقل العاصمة الى بغداد جعل من الأردن مجرد موقع خلفي بعيد عن مركز الإمبراطورية، وفي عام 969 نجح الفاطميون في مصر في السيطرة على الأردن، وفي مطلع القرن الثاني عشر الميلادي وضعت الحملات الصليبية الأردن في خضم صراع تاريخي من نوع جديد، وقد كانت الجغرافيا الأردنية المنطلق الرئيسي لتحرير الأراضي المقدسة في فلسطين والقضاء على الوجود الأجنبي، إذ شهدت البلاد عودة للازدهار في عهد الأيوبيين.

 

   في عهد الإمبراطورية العثمانية (1516- 1918) شهد الأردن فترة ركود عام وإهمالا. وانحصر اهتمام العثمانيين بالأردن في العناية بطريق الحج وأقاموا الحصون والقلاع لهذه الغاية.