بعد سلسلة من الحوارات دامت حوالي عام ونصف اشترك فيها مجموعة من المثقفين والمفكرين والأكاديميين الأردنيين من كافة الميادين الأدبية والثقافية والتطوعية ، توصل الجميع الى ضرورة إيجاد إطار ثقافي إنساني يجسد الحضور التاريخي والحضاري للجغرافية الأردنية ، وكان لا بد من التوقف عند الأنباط ، البناة الحقيقيون لإحدى اعظم الحضارات الإنسانية التي اتخذت من الأردن مركزاً لتفاعلاتها الحضارية طوال حوالي ستة قرون.
ولقد حصلت الهيئة التي أخذت اسم " بيت الأنباط " الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري ، على الترخيص الرسمي من وزارة الثقافة بتاريخ 27/4/1997 تحت رقم (118) ، لتبدأ بذلك مسيرة اخرى للفعل الحضاري الإنساني بأدوات الثقافة ولغة الحوار والتفاعل الايجابي .
وجاءت أهداف الهيئة مركزة على الاسهام في الحركة الثقافية في الأردن ونشر قيم الوعي بالتكوين التاريخي والحضاري والإنساني للثقافة العربية ، والإسهام في نشر الوعي بقيمة المدن التراثية في الأردن ، والدفاع عن قضايا البيئة الحضارية والتراثية ، كما أكدت الهداف على أهمية ابراز البعد الثقافي في التسويق السياحي وإقامة البرامج الكفيلة بذلك والإسهام في تشجيع حركة الترجمة لبحوث ودراسات الأنباط والعمل على تنظيم جائزة على مستوى رفيع تمنح للجهود المميزة التي تبذل في سبيل اكتشاف حضارة الأنباط .
إلى جانب التأكيد على ضرورة صيانة التغير الايجابي وتحفيزه في البيئات المحيطة للمدن التراثية في الأردن وفي مقدمتها مدينة البتراء من خلال تفعيل التغير الثقافي والاجتماعي مما يخدم الحالة الحضارية التي يمثلها المكان .
إن التواريخ الطويلة التي تصنع الحضارات هي أداة المثقفين من كتاب ومفكرين وفلاسفة وشعراء وفنانين أولئك هم حرس الفعل الحضاري الإنساني الخلاق وهم اليوم الذين يملون هم إعادة الإرث الحضاري للأنباط .
إننا نطمح في "بيت الأنباط" الى إعادة صياغة التواصل الحضاري بأدوات الثقافة المستقلة التي تنبع من وجدان الناس وحقهم في المعرفة الموضوعية التي تصل الإنسان المتغير على الجغرافيا الثابتة بالفعل الحضاري المميز .
إننا أمام تجربة جديدة محكومون فيها بالطموح والوعي الجديد .