الصدى في وسائل الاعلام

ورشة تدريبية تستهدف عددا من المتطوعات غير العاملات في لواء البتراء

البترا -الدستور- قاسم الخطيب  

 

نظم بيت الأنباط (الهيئة العربيّة للثقافة والتواصل الحضاريّ) في الفترة الواقعة بين يوم الأحد 23 /10/ 2022 إلى مساء يوم الثلاثاء 25/10/2022  (من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الخامسة مساء) ورشة تدريبية تستهدف عددا من الفتيات المتطوْعات غير العاملات في لواء البتراء . 

وقالت رئيس الهيئة الدكتورة " ناديا حسين الطويسي " تهدف الورشة التدريبية  لمساعدة المرأة والاعتماد على نفسها، وخاصة المرأة المعيلة أو الفتيات المتطوعات غير العاملات اللاتي يرغبن فى خوض سوق العمل، حيث يعتمد المشروع على تدريبهن فى المقام الأول على العمل على ماكنة تطريز محوسبة ذات أربعة رؤوس، كان بيت الأنباط قد استوردها في سنوات سابقة من اليابان من خلال وكيلها  في الشرق الأوسط في سورية، ونفذ في ذلك الوقت مشروع" دار شقيلة للأزياء والصّناعات الثّقافيّة"و الذي يعمل على إبراز الخصوصية الحضارية لحضارة الأنباط من خلال صنع منتجات تحمل رموزا و نقوشا نبطية، ومطرزات تستوحي فكرتها من الإرث النبطيّ."

وأشارت إلى أهمية التراث في حياة الشعوب، حيث يعد التراث جزءًا لا يتجزأ من المجتمعات الإنسانية، والهوية الحقيقة التي يتميز بها كل شعب عن الشعوب الإنسانية الأخرى، فمن خلال اللهجات والممارسات الاجتماعية وبعض الحرف والأعمال اليدوية التقليدية يُظهر الأفراد تشبثهم بالأصول التاريخية، ومن خلال الحفاظ على التراث تستطيع الشعوب الإنسانية مواجهة تأثيرات العولمة التي تهدد الهوية الاجتماعية والحفاظ على التنوع الثقافي .

وأضافت الطويسي، أن التراث في تعريفه هو كل ما انتقل لأمّة من الأمم وشعب من الشعوب مما تركّه الأجداد، فالتراث يتضمّن الأفكار والملابس والأدوات المستعملة والفنون والآداب والقيم والأقوال المأثورة والعادات والتقاليد وغيرها الكثير من الأمور الأخرى، وهو كل ما تتلقّفه الأجيال عن سلفها، وكل ما ستورثه هذه الأجيال إلى خلفه ."  

وبينت ان الحفاظ على التراث الحضاري النبطي الذي يشكل إرثا فريدا في معالمه هو من أولويات أبناء الأردن ولواء البترا وبيت الأنباط، ونحرص على توريثه بطرق عدّة، منها الورش التدريبية.  

ولفتت الطويسي إلى أنه بعد استكمال تدريب السيدات على فنون التطريز وقيامهمن بالإنتاج الفعلي، سيتم عمل معرض يضم منتجات المتدربات لتسويق هذه المنتجات .

وقالت إن المشروع على مدار سنوات عديدة قد  نجح فى تعليم عشرات السيدات والفتيات خلال فترة وجيزة التطريز، من خلال التدريب الذي كان يجرى على أيدى متخصصين ، حيث أثمر هذا التدريب عن توفير فرص عمل لعدد من سيدات المجتمع المحلي بتشغيلهن في هذا المشروع.غير أن الظروف المادية للهيئة، وغلاء تكاليف الإنتاج والتسويق، وما تلا ذلك من ظروف اقتصادية مرت بها البلاد  إثر جائحة كورونا أدّت إلى تعطيل المشروع ثم  إيقاف العمل عليه لسنوات عديدة. 

وأشارت الطويسي  إلى أن الورشة التدريبية  تأتي انطلاقاً من رؤية بيت الأنباط للحرف المعاصرة، والتي يسعى من خلالها إلى نشر التوعية بقيمة الحرف الأردنية التراثية، ومنح المشاركات فرص إبراز مهاراتهن بجماليات تصاميم الحرف والفنون اليدوية، إضافة إلى تسليط الضوء على إبراز الخصوصية الحضارية لحضارة الأنباط  من خلال صنع منتجات ومطرزات تحمل رموزا نبطية .

وطالبت الطويسي المؤسسات في القطاعين العام و الخاص العاملة  بمحافظه معان و إقليم البترا دعم الهيئة من خلال تخصيص مبالغ ماليه في موازناتها , لان " بيت الأنباط " هيئة تطوعية غير ربحية،تعتمد في تنفيذ برامجها ومشاريعها وأنشطتها على الجهد التطوعي لأعضائها ،وعلى المنح والهبات الخارجية من الجهات المهتمة , حتى تتمكن من تأدية رسالتها و القيام بواجباتها في خدمه المجتمعات المحلية و الحفاظ على الإرث الوطني . 

وأضافت نظرا لأهمية هذا المشروع ثقافيا وحضاريا واقتصاديا فإن الهيئة تسعى الآن إلى إعادة تشغيله من جديد، بدءا بالخطوة الأولى وهي مرحلة التدريب التي بدأت الهيئة بتنفيذها من خلال هذه الورشة التدريبية على يد مدرّب سوريّ الجنسية اضطرت الهيئة إلى استقدامه من سورية للقيام بعملية التدريب، ثم مرحلة التشغيل كخطوة قادمة إذا استطاعت الهيئة أن تستردّ عافيتها، وقدرتها على تمويل المشروع وهذا أمر مرهون بتعاون المؤسسات والجهات المعنية معها. 

يذكر أن "بيت الأنباط" هي الهيئة الثقافية الوحيدة في لواء البتراء، وهي تسعى إلى تطوير الحياة الثقافية في الأردن بالتركيز على إبراز أهمية الجغرافيا الحضارية، وتعزيز الوعي بأهميتها تاريخيا وحضاريا. وقد قدمت منذ تأسيسها عام ١٩٩٧ العديد من الإنجازات الثقافية المتنوعة كتنظيم ورش العمل و المؤتمرات التي تعنى بالبتراء بوصفها مركزا للحضارة الإنسانية، وتنفيذ برامج ومشاريع كمشروع التأليف والنشر الذي أصدر عددا من المؤلفات التاريخية والأدبية والفكرية التي رفدت المكتبة العربية بالعديد من الإصدارات والكتب التي أصبحت فيما بعد مرجعا مهما الباحثين والمهتمين.

26/10/2022