يعد التأثير اليوناني الثقافي واضحاً في دائرة الأردن الثقافية والحضارية، إذ ان فتح الاسكندر الأكبر للشرق القديم واسيا الوسطى رسخ نفوذ الثقافة الهيلنستية، وقد قام اليونانيون بتأسيس مدن جديدة في الأردن مثل أم قيس (جدارا)، وتعرضت مواقع كثيرة شيدت خلال هذه الفترة الى إعادة بناء ابان الحقب الرومانية والبيزنطية والإسلامية، كما تم فرض اللغة اليونانية كلغة رسمية رغم الاستمرار في استخدام اللغة الآرامية بصفتها اللغة السائدة المستخدمة من قبل العامة، إلا ان أحلام اليونانيين بالسيطرة على كامل الأردن اصطدمت بصخرة صمود حضارة ناشئة كانت قد بدأت بالظهور قبل ان يطرق اليونان أبواب الشرق وهي حضارة العرب الأنباط.
يقع أهم معلم هيلنستي في الأردن في بلدة (عراق الأمير) الى الغرب من مدينة عمان، ويحمل هذا المعلم اسم(قصر العبد) وهو مبني من قطع ضخمة من الحجارة بعضها يحمل أشكالا منحوتة لأسود وصقور، والقصر محاط بخندق اصطناعي وهذه القلعة او القصر مملوكاً لحاكم عمون المعروف باسم هركانوس والذي كان واحداً من أسرة طوبيا ذات النفوذ، وقد بني هذا القصر في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد.